فن و ثقافة

عن الطفولة اتكلم

طفولة بريئة تحتضر
بين أيدي من لقبوا بالبشر
أشبعوها عنفا ممزوج بالقهر
حملوها ذنب الهشاشة الاجتماعية والفقر
أحرقوا كيانها ونثروا الرماد في القبر
تلقوا التعازي متظاهرين بعدم الصبر
و من هم هؤلاء البشر ؟
هم ضحايا ولدوا من رحم حقود
من والدة عصيبة تشتم القدر
فقط لأنها من الإماء الولود
ومن والد عبوس مكفهر
وسلطته الفرعونية تفوق الحدود
يمارسها على آدمي في عمر الزهر
لم يفقه بعد سبب الوجود
فيصاب بعدها بداء الخوف والذعر
ضعف الشخصية هزل القوى والجهود
وعند الكبر……
سيصبح أسير ماضيه لا طموح يشحنه ولا امنيات
منطفىء المشاعر وفكره في سبات عميق وشتات
يستقر في قعر المخدرات
لنسيان أسقم الذكريات
فيكنى بالآفة المدمرة لجل المجتمعات
والمسكين ما اختار المجيء للحياة لتقديم التضحيات
لزوجين لم يفقهوا شيئا في تاسيس العائلات
ما أخذوا من الزواج سوى إرضاء الغرائز والشهوات
كبتوا اضطراباتهم في مخزون العضلات
والبقية في مخزون ألسنتهم لقذف أسوء العبارات
وكأن أولادهم عبيد في زمن الجبابرة والطغاة
…….متى؟
…….متى سينتهي هذا الوصب ؟
وتنفك العقد وينطفىء الغضب ؟
ويتحرر الطفل الداخلي من الصخب ؟
متى ؟
متى ستقتحم الأبوة أفئدة الوالدين؟
ويشفون من عللهم النفسية
فيصبحوا متعافين ؟
متى؟
متى ستتزوج العاقلات بالعاقلين
القادرين على إنتاج أطفال سويين
من هم مع ذواتهم متصالحين
يلقنونهم معالم تربية خير المرسلين.
متى؟
نحن نسال متى والطفولة تصرخ كفى!
كفاكم قسوة على أولادكم كفى
كفاكم لوما لهم وسجنهم في الأسى
كفى !
فهم أناس و ليسوا كراكيز او دمى
فصلاحهم كنز ثمين لا يفنى
أحسنوا إليهم واغمروهم بالحب والعطف فهم خير الألى
أنعمكم بها رب الارض و السماوات العلى
بندرهم مريم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى