يحكي هذا النص عن أسبوع مميز قضيناه في المغرب، بين مراكش والرباط، في إطار تبادل ثقافي ورياضي يتمحور حول رياضة الجيدو. وقد نُظِّمَت هذه الرحلة بدعوة كريمة من الأستاذ محمد البهجة، وشاركت فيها بعض الاطر التقنية من إيطاليا، في مقدمتهم إيفانا غايو باريولي، رئيسة اللجنة العلمية لمؤتمر AISE السنوي، الذي يستكشف الأبعاد الثقافية المتعددة لرياضة الجيدو
المغرب: مزيج من السحر والتنوع
يشبه المغرب حكايات ألف ليلة وليلة، فهو يدهش الزائر بغناه الثقافي، جماله المعماري، وتناقضاته الملفتة، إضافة إلى حفاوة سكانه. المدن التي تمت زيارتها تمثل تمازجًا فريدًا بين الحداثة العمرانية، التراث الإسلامي، الطبيعة الخلابة (الحدائق، المدن القديمة)، والحياة الروحية الحاضرة بقوة (مثل الأذان الذي يُسمع خمس مرات يوميًا).
الجيدو كوسيلة تواصل تربوي عالمي
كان هدف الرحلة هو استكشاف بيداغوجيا كانو شيهان، مؤسس رياضة الجيدو ، ومناقشتها ضمن إطار القيم المعاصرة. تم تنظيم حصص تدريبية في عدة أندية:
في مراكش، داخل نادي شعلة المغرب، بإشراف تقني من ليونيل جيغلي، الرئيس السابق لمنطقة PACA في فرنسا.
بالاضافة الى مدينة الرباط
وقد أُعجب المشاركون بمستوى اللاعبين المرتفع، وحماس الأطفال، والامتنان العميق من المتدربين، مما ترك أثرًا كبيرًا في نفوس المدربين الزائرين. كما درّب في هذا النادي أبطال عالميون مثل تيدي رينر، إلياس إيلياديس، ووليد خيّار.
.تجربة إنسانية مؤثرة
أظهرت هذه الرحلة عمق التبادل الثقافي، وقوة الجيدو التربوي، والترابط الحقيقي بين المدربين والممارسين. وقد تميز الأطفال بشكل خاص بحيويتهم وفضولهم واستعدادهم للتعلم.
وأصبح شرب الشاي بالنعناع بعد الحصص التدريبية طقسًا رمزيًا، يعكس الضيافة، والتقاليد، ولحظات المشاركة.
.شعور بالانتماء إلى الفضاء
المتوسطي
أعادت هذه التجربة للكاتب شعورًا بالانتماء والتقارب الثقافي بين شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط. وذكّر بموقف ألدو مورو، رجل الدولة الإيطالي الراحل، الذي دافع عن مشروع للوحدة الثقافية والاقتصادية في المنطقة المتوسطية.
.الخلاصة: الجيدو كخيط جامع
تتمثل مهمة أستاذ الجيدو في غرس الشغف، لمنع التخلّي عن الرياضة، ونقل الطاقة والحماس إلى المتدربين. فـحب الجيدو يخلق الحماس، والحماس يساعد على تخطي الصعاب والاستمرار في المسار.
تعليقات
0