متابعة : الحرفوي الياس
مع بداية كل صيف، تتكرر نفس المشاهد على الطريق المؤدية إلى شاطئ بوزنيقة: ازدحام خانق، طوابير طويلة من السيارات، وصعوبة بالغة في التنقل. هذا المشهد بات مألوفًا لزوار المدينة، سواء من السكان المحليين أو من المصطافين القادمين من مختلف مدن المملكة والجالية المقيمة بالخارج، والذين اختاروا شواطئ بوزنيقة كوجهة مفضلة لقضاء عطلتهم الصيفية.
الاختناق المروري يبلغ ذروته من الزوال إلى ما بعد غروب الشمس، خاصة عند النقاط السوداء في مسار الطريق، أبرزها فوق قنطرة السكة الحديدية، وبالضبط عند المقطع الرابط بين تجزئة “الكتاني” والمنطقة الصناعية، حيث تتحول الطريق إلى ممر ضيق خانق، وتمتد طوابير السيارات لأكثر من كيلومتر ونصف، في انتظار عبور مسافة لا تتعدى 3 كيلومترات نحو الشاطئ. مشهد يومي يعطل حركة المرور، ويؤدي إلى ارتباك كبير، وفوضى مرورية تنتهي في بعض الأحيان بحوادث سير خطيرة.
وفي غياب تنظيم صارم لحركة السير من طرف السلطات المختصة، تفاقمت الأوضاع، خاصة مع صعوبة تدخل سيارات الإسعاف أو رجال الوقاية المدنية عند وقوع الحوادث، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى جاهزية البنية الطرقية والخدماتية لاستقبال هذه الأعداد المتزايدة من الزوار كل سنة.
ما تشهده الطريق نحو شاطئ بوزنيقة ليس حدثًا استثنائيًا، بل يتكرر سنويًا، ما يفرض تدخلاً عاجلاً واستباقيًا من المجلس الجماعي والسلطات الإقليمية، لوضع حد لهذه الأزمة الموسمية، من خلال توسعة الطريق، وبناء قنطرة ثانية موازية فوق السكة الحديدية، إلى جانب تعزيز التواجد الأمني لتنظيم حركة السير وتسهيل الانسياب المروري داخل المداخل الرئيسية للمدينة.
إنه التحدي المتجدد كل صيف، فإما أن يتحول إلى فرصة لتصحيح الخلل وتحديث البنية التحتية بما يليق بمكانة بوزنيقة كوجهة صيفية بامتياز، أو أن نظل نُعيد نفس المشاهد، ونُراكم نفس المعاناة، عامًا بعد عام.
تعليقات
0