حاوره السيد محمد الكوكبي – صحفي دولي و مدير مكتب نيوز 24 بشمال إفريقيا
في تصريح لافت لا يخلو من نبرة الحسم، صرّح الأستاذ وسيم الطور، المحامي والخبير في القانون الدولي، أن “الولايات المتحدة الأمريكية اليوم لا تكتفي بلعب دور الوسيط في نزاع الصحراء المغربية، بل تحوّلت إلى طرف دافع لإنهاء هذا النزاع، وفق منطق سيادي واضح ومقاربة أمنية لا تقبل المساومة.”
يقول الطور، وهو من الأصوات القانونية البارزة التي دافعت عن مشروعية الطرح المغربي في المنتديات الدولية:
“تصنيف جبهة البوليزاريو كمنظمة إرهابية لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة تراكمات وتقارير استخباراتية ودبلوماسية أثبتت بالأدلة أن هذه الجماعة أصبحت واجهة لتقاطع الإرهاب العابر للحدود مع شبكات الانفصال المسلح.”
ويضيف:
“لقد آن الأوان للمجتمع الدولي أن يعيد النظر في هذا النزاع المفتعل. لم يعد من المقبول غضّ الطرف عن معاناة سكان المخيمات الذين تُوظّف مآسيهم في سوق المزايدات السياسية. وأمريكا، بوزنها الجيوسياسي، قررت أن الوقت قد حان لإغلاق هذا الملف، لا بتجميده كما حدث في العقود الماضية، بل بإنهائه نهائياً.”
في تحليله لهذه الخطوة الأميركية، يؤكد الطور أن “تصنيف البوليزاريو ليس فقط إجراءً أمنياً، بل هو اعتراف ضمني بأن الحل يجب أن يكون ضمن السيادة المغربية. لا يمكن الحديث عن استقرار شمال إفريقيا، ولا عن استثمارات في الطاقات أو تحالفات أمنية، في ظل وجود كيان مسلح يتغذى من نزاعات المنطقة ويتحالف مع شبكات إرهابية في الساحل والصحراء.”
ويتابع قائلاً:
“هذه الخطوة ستقلب موازين الخطاب داخل الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن. سيتعيّن على دول كثيرة أن تعيد تموضعها، لا فقط إزاء قضية الصحراء، بل إزاء مفهوم الانفصال ككل. نحن أمام تحول استراتيجي يشبه إلى حد بعيد ما حدث بعد 11 سبتمبر، حين أعادت أمريكا تعريف علاقتها مع الحركات المسلحة.”
أما عن الدور المغربي، فيؤكد الطور أن الرباط مطالبة اليوم بـ”مواصلة الدبلوماسية الاستباقية، وتوسيع جبهة الحلفاء، وتكثيف التواصل مع الرأي العام الدولي بلغة القانون والأرقام والوقائع. لأن المعركة اليوم لم تعد عسكرية ولا حتى سياسية فقط، بل هي معركة مفاهيم وشرعية قانونية.”
ويختم وسيم الطور تصريحه بالقول:
“نحن نعيش بداية نهاية هذا النزاع، لكن هذه النهاية تحتاج إلى حسم دبلوماسي، وموقف حازم، ومزيد من كشف الحقائق. إدراج البوليزاريو في قائمة الإرهاب هو ضربة البداية، لكن النهاية ستكون بإعادة دمج أبناء الصحراء في مشروع وطني تنموي موحّد، لا مكان فيه للانفصال ولا للتطرف.”
الأستاذ وسيم من خيرة المحامي في العالم العربي و بملك إشادة من طرف الأمم المتحدة