نور الدين جتيم،
في سعيه لتعزيز السياسات العمومية وتحقيق التنمية المستدامة، نظم الفضاء الوطني للسياسات العمومية والمركز المغربي للدراسات والبحوث في حقوق الإنسان والإعلام، بالتعاون مع مركز المؤشر للدراسات والبحوث، مائدة مستديرة تحت عنوان “الاستثمار الرياضي بالمغرب: التحديات والآفاق”، اواخر يناير 2025، بمركز المواكبة والتأطير في البحث العلمي بالصخور السوداء في الدار البيضاء.
وعرفت الندوة المرتبطة بتنظيم كأس العالم 2030، والتي كان من ورائها جذب انتباه الباحثين لدراسة الموضوع وتقديم أفكار إبداعية، فيما يخص الفرص الاستثمارية والسياسات العمومية المرتبطة بالبطولة، بالإضافة إلى دراسة التحديات المحتملة وسبل التغلب عليها، مشاركة متميزة لعدد من الشخصيات البارزة. حيث أدارها ذ عبد الله لوغشيت عضو المكتب التنفيذي للفضاء الوطني للسياسات العمومية، وشارك فيها كل من: د فيصل قادة، أستاذ جامعي متخصص في التدبير والتسويق الرياضي من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة؛ د عبد الرحيم غريب، أستاذ التعليم العالي بالمدرسة الوطنية للتجارة والتدبير؛ عزيز الحيان، مقرر الندوة ومدير مركز المؤشر للدراسات والبحوث؛ ذ حسن الصبري، صحفي وإعلامي؛ و ذ سعد الله ياسين، رئيس قسم الحياة الحضرية وخبير في الحكامة .
هذا، وقد تركزت المداخلات، ومعها النقاش العام، على مختلف جوانب الاستثمار الرياضي والتحديات المرتبطة به، اذ تم التأكيد، على ان استضافة كأس العالم 2030 ببقى بمثابة فرصة تاريخية للمغرب، خصوصا بعدما تم الإعلان في 4 أكتوبر 2023 عن تأكيد مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) ملف “المغرب – إسبانيا – البرتغال” كترشيح وحيد لاستضافة هذه البطولة، وهو ما يجسد رؤية العاهل المغربي في تعزيز الروابط بين إفريقيا وأوروبا، ويعكس طموحات المغرب لرفع مكانته الدولية، وما يتوافق ايضا مع النموذج التنموي الجديد للمغرب، الذي يهدف إلى مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2035، وهو ما جعل المتدخلين يؤكدون ايضا، على انه من المتوقع أن تُعزز هذه الفعالية الاقتصاد المغربي من خلال زيادة الإيرادات السياحية، حيث يُتوقع أن يستقطب المغرب ملايين المشجعين، مما سيؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة في مختلف القطاعات، مثل الفنادق والمطاعم ومحلات بيع التذكارات. غير انه ومع ذلك، تتطلب استضافة البطولة إنشاء بنية تحتية جديدة ومتطورة، باعتبار أن من بين التحديات الرئيسية التي يواجهها المغرب هي بناء الملاعب الحديثة وتطوير أنظمة النقل، وهي التحسينات التي ستساهم في زيادة الطلب على العمالة المحلية ورفع مستوى المعيشة، ولكنها تتطلب أيضًا استثمارات ضخمة.
ومن جهة أخرى، فأكد المتدخلون من خلال النقاش، على ان المغرب يواجه تحديات عديدة، خصوصا في توفير مرافق رياضية بمواصفات دولية وإدارة الأمن، بالإضافة إلى معالجة قضايا التهيئة الحضرية، خاصة في المدن المستضيفة، وهو ما يتطلب تنسيقًا فعالًا بين مختلف الجهات المعنية، لضمان نجاح البطولة وتحقيق الأهداف المرجوة منها، يقول المتدخلين، الذين اعتبروا كذلك ان استضافة كأس العالم هي أيضًا فرصة لجذب الاستثمارات الأجنبية، والتي من الممكن أن تُعزز البنية التحتية المحسنة للنمو الاقتصادي، مما سيساهم في تسويق المغرب كوجهة سياحية واستثمارية بارزة. وانه من المهم أن تعمل الحكومة المغربية على وضع استراتيجيات فعالة لجذب المستثمرين، وتسهيل الإجراءات المتعلقة بالاستثمار في القطاع الرياضي.
في ختام الندوة، تم التأكيد على أن استضافة كأس العالم 2030 ليست مجرد حدث رياضي، بل هي استثمار استراتيجي يهدف إلى تغيير وجه البلاد، وتُعتبر المناسبة فرصة تاريخية للمغرب لتعزيز مكانته على الساحة الدولية وتحقيق التنمية المستدامة، وان هذا الحدث يمثل لحظة فارقة في تاريخ المغرب، ويُتوقع أن يترك أثرًا إيجابيًا على الاقتصاد والمجتمع على المدى الطويل. وان المغرب، بخطواته الجادة نحو استضافة كأس العالم، يُظهر التزامه بالاستثمار في الرياضة كوسيلة لتعزيز التنمية والازدهار، مما يجعله نموذجًا يحتذى به في المنطقة.
تعليقات
0