أكادير / متابعة محمد الكوكبي/ عدسة الصالحي
رغم الانتصار الهزيل الذي حققه المنتخب المغربي على مضيفه منتخب ليسوتو بهدف نظيف في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، فإن هذا الفوز لا يخفي العديد من الإشكاليات التي طغت على أداء “أسود الأطلس” في المباراة، والتي تستدعي قراءة نقدية لأداء الفريق ومستقبل المنافسة.
*غياب الإبداع الهجومي والفاعلية*
على الرغم من السيطرة شبه الكاملة للمنتخب المغربي على الكرة خلال الشوط الأول، إلا أن الفريق بدا عاجزاً عن خلق فرص حقيقية أو استغلال السيطرة الميدانية لصالحه. كان أداء الهجوم المغربي محدوداً للغاية، ولم ينجح الفريق في تشكيل تهديد جدي على مرمى ليسوتو، وهو الأمر الذي يثير التساؤلات حول غياب الحلول التكتيكية لدى الفريق في مواجهة فرق أقل قوة من الناحية الفنية.
المنتخب المغربي لم ينجح في ترجمة سيطرته إلى فرص محققة سوى في لحظات عابرة. وهذا يعكس ضعف التنسيق الهجومي وغياب الابتكار في اللعب. وجود لاعبين مثل حكيم زياش وعبد الصمد الزلزولي، المعروفين بمهاراتهم الفردية، كان من المفترض أن يعطي دفعة هجومية أكبر، لكن الفريق استمر في الاعتماد على حلول فردية أكثر من التعاون الجماعي.
*التغييرات وتأثيرها الإيجابي المتأخر*
إدخال المدرب وليد الركراكي أربعة لاعبين دفعة واحدة في الدقيقة 57، ومنهم إبراهيم دياز الذي سجل هدف الفوز، كان نقطة تحول في المباراة. لكن السؤال الأبرز هو: لماذا تأخر المدرب في إحداث هذه التغييرات؟ لماذا لم يتم التحرك في وقت أبكر حينما كان واضحًا أن الفريق بحاجة إلى حلول هجومية أكثر فاعلية؟
التغييرات المتأخرة قد تكون سلاحًا ذو حدين، ففي بعض الأحيان يكون الوقت غير كافٍ للتأثير بشكل جذري على مجريات المباراة. وفي هذه الحالة، جاء الهدف في الدقائق الأخيرة بعد معاناة طويلة أمام دفاع ليسوتو المتواضع، وهو ما يثير التساؤلات حول مدى جاهزية اللاعبين البدلاء وتأثيرهم على المدى الطويل.
*إهدار الفرص وتكرار الأخطاء*
إهدار دياز والنصيري فرصتين محققتين في الدقائق الأخيرة من المباراة يؤكد وجود مشكلة أخرى وهي الفاعلية أمام المرمى. المنتخبات التي تسعى للتتويج بالألقاب تحتاج إلى مهاجمين قادرين على استغلال الفرص القليلة وتحويلها إلى أهداف، وهو الأمر الذي افتقده المنتخب المغربي في هذه المباراة.
إهدار الفرص لا يمكن أن يستمر إذا أراد المغرب تقديم أداء قوي في البطولة الأفريقية. الأخطاء المتكررة في الهجوم يمكن أن تكون قاتلة في مواجهات أكثر تنافسية، خصوصاً أمام فرق قوية مثل الغابون التي تشارك في نفس المجموعة.
*الخلاصة: فوز هزيل ينذر بالخطر*
على الرغم من تصدر المغرب لمجموعته وبلوغه النقطة السادسة، إلا أن الأداء أمام ليسوتو كشف عن العديد من نقاط الضعف. الاعتماد على الحلول الفردية، ضعف الإبداع الهجومي، وتأخر التغييرات التكتيكية هي جميعها أمور تستوجب التفكير العميق قبل دخول غمار البطولة كبلد مضيف.
المنتخب المغربي بحاجة ماسة إلى تطوير أسلوبه الهجومي وتفادي إهدار الفرص إذا أراد تحقيق النجاح في البطولة الأفريقية المقبلة. الفوز بنتيجة 1-0 على فريق مثل ليسوتو لا يمكن أن يعتبر مؤشراً إيجابياً في ظل الطموحات الكبيرة التي يرفعها الجمهور المغربي.
تعليقات
0