الألعاب التقليدية الشعبية: التأكيد على ضرورة إحياء وتثمين وتحديث هذا التراث اللامادي ( دورة تكوينية).

7060143c d1d2 458c 9557 5a55b5f18d57
News24 الخميس 8 أغسطس 2024 - 22:57

الألعاب التقليدية الشعبية: التأكيد على ضرورة إحياء وتثمين وتحديث هذا التراث اللامادي ( دورة تكوينية).

تشكل الألعاب التقليدية الرياضية، حركية وذهنية على حد سواء، جزءا هاما من الأنشطة التي توليها الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع اهتماما وعناية خاصين، إن ضمن برامج القوافل الرياضية الوطنية أو الأيام الرياضية، التي يتم تنظيمها بمختلف أرجاء المملكة والتشجيع على إحداث جمعيات تعنى بهذا التراث اللامادي، الذي تحرص كل الحرص على إحيائه وتثمينه ونشره لاسيما في الأوساط المدرسية.

b65cbd67 59d8 4c12 b816 7806ced87d31

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو ) ، قد بادرت، حرصا  منها على الحفاظ على الألعاب التقليدية الرياضية وتثمينها ، إلى تأسيس مجلس استشاري دولي تابع لها من أجل حماية وتعزيز الألعاب والرياضات التقليدية في العالم واعتمدت ميثاقا دوليا شدد على أهمية إدراج هذه الألعاب والرياضات ضمن برامج الرياضة للجميع في مختلف بقاع العالم.

وشكل هذا الموضوع محورا أساسيا ضمن الدورة التكوينية الختامية لسنة 2024 ، التي نظمتها الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع لفائدة 53 من المنسقين والمنشطين الرياضيين بجمعيات الرياضة للجميع، المنضوية تحت لوائها، 19 منهم من العنصر النسوي، نهاية الأسبوع الماضي بالمركز الوطني لتكوين الأطر التابع لمنظمة الهلال المغربي بالمهدية.

1b56c209 e322 416f 87e3 6208b0718807

وفي هذا الصدد، دعا الخبير الرياضي الدولي، محمد عزيز داودة، المدير التقني ، المكلف بالتنمية بالاتحاد الإفريقي لألعاب القوى، إلى الحفاظ على هذا الموروث الحضاري وتوثيقه وتحديثه في إطار يمزج بين الأصالة والحداثة، مسجلا أن العديد من الرياضات الأولمبية كانت في الأصل ألعاب تقليدية شعبية.

وشدد على ضرورة إعطاء دفعة قوية لهذا التراث الحضاري اللامادي، مقترحا في هذا الصدد تشكيل لجنة تقنية تضم خبراء في التراث وأساتذة مختصين في التربية البدنية من الكفاءات العالية لإحياء هذه الألعاب مع الاحتفاظ بقوانينها القديمة واعتماد أساليب وأدوات حديثة في اللعب فرديا أو جماعيا بل حتى من حيث اللباس، وتنظيم مهرجانات وبطولات محلية وجهوية ووطنية للألعاب التقليدية الشعبية.

d6277c67 f6bb 4caa ad7f 1606f1fc909e

وفي ذات السياق أكد لحسن أيوب رئيس جمعية نادي باب الصحراء للألعاب والرياضات الشعبية التقليدية بكلميم أن الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع تولى اهتماما خاصا للألعاب الشعبية التقليدية وتبرمجها بمختلف جهات المملكة سواء ضمن القوافل أو الأيام الرياضية بل حتى داخل المؤسسات السجنية أو الألعاب الشاطئية.
وقال في مداخلة له تحت عنوان ” لنتذكر” إن الألعاب التقليدية الشعبية لم تعد للتسلية، معتبرا أن من شأن  تنظيم تظاهرات رياضية ومد الجمعيات والأندية الرياضية بالتجهيزات والأمتعة خلق دينامية رياضية بمختلف ربوع المملكة، التي تزخر بطاقات واعدة، خاصة وأن الرياضة تعتبر مدرسة لترسيخ قيم العيش المشترك والتضامن واحترام الآخر والاندماج في المجتمع، داعيا في ذات الوقت إلى مواجهة ” الغزو الإلكتروني” لما يشكله من خطر على شباب  اليوم .

ومن جهته، لاحظ الكاتب والباحث في التراث الشعبي في منطقة الريف محمد بودشيش أن الألعاب الشعبية تتعرض للاندثار شيئا فشيئا، بحكم التطور المتسارع للحياة الاجتماعية ، الذي أفرز ألعابا حديثة ، ووسائل تكنولوجية  متطورة ، في متناول جميع شرائح المجتمع، إضافة إلى مرافق للترفيه والتسلية المتطورة ، التي حلت محل هذه الألعاب ، مشيرا إلى أن جلها قد انقرض  ولا يظهر منها على الساحة إلا النزر اليسير .

وقد جمع بودشيش بين دفتي كتابه «ألعاب شعبية مغربية من الريف»، الذي يقع في 223 صفحة، بحثا تراثيا قيما يتعلق بسبعة وأربعين لعبة، قسمها الباحث إلى ستة أصناف، منها ألعاب جماعية وأخرى تتعلق بالمناسبات وألعاب مرتبطة بالمهارات والمغامرات، ثم ألعاب للكسب وأخرى تنافسية وذهنية، منها ما هو مقتصر على الصغار أو الكبار أو الإناث أو الذكور أو هما معا.

وأوضح محمد بودشيش أن كل لعبة من هذه النماذج لها سياقها الزماني والمكاني والثقافي والاجتماعي والديني الذي تمارس فيه، ألعاب تسعى إلى تنمية مهارات وقدرات الفرد بدنيا وذهنيا، وكذلك تنمية روح التخيل والتفكير لدى فئات مختلفة من المجتمع، كبث روح الحماسة والتسلية والمرح، مضيفا أنها ساهمت بشكل كبير في “نشر قيم أخلاقية سليمة تنبني على روح المنافسة الشريفة وتنمية الملكات الإيجابية لممارسيها مثل، سرعة البديهة وتنمية قيم الخير في المجتمع، التي تنم عن عبقريته في الابتكار وفي صناعة الفرجة بإمكانياته البسيطة المتاحة في الطبيعة، إضافة إلى دورها الترفيهي، خاصة في وقت كانت فيه وسائل التسلية منعدمة”.

وشدد الباحث في التراث محمد بودشيش على ضرورة حماية الثقافة الشعبية بكل أطيافها والحث على أهمية تدوينها مقتبسا في هذا السياق مقولة الباحث والمؤرخ المالي أمادو همباطي في كلمة له خلال إحدى ندوات منظمة ( اليونسكو) عام 1962 ” إن موت شيخ إفريقي يعني إحراق مكتبة”.

تابعوا آخر الأخبار على Google News تابعوا آخر الأخبار على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار على Telegram

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

تعليقات

0

مقالات ذات صلة

IMG 20240913 WA0068
الجمعة 13 سبتمبر 2024 - 15:27

خالد ياسين بحاجة لعلاج نفسي بسبب تطاوله على المنتخب الوطني وخدمة أجندة أعداء الوطن

43a637dd 91ef 47b2 844e 3783cc339c42
الجمعة 13 سبتمبر 2024 - 11:04

بطولة افريقيا لكرة السلة لاقل من 18 سنة ” ذكور ”  المنتخب المغربي يلاقي الكاميرون في المربع الذهبي

e6af3aa1 118a 4bcc 8350 1923565a2eb7
الجمعة 13 سبتمبر 2024 - 10:32

الفنان المبدع الفوتوغرافي نورالدين الوراري يستعيد ” ظلال ماضيه ” في رواق ضفاف بالرباط

بطولة إفريقيا لجمباز الأيروبيك 850x560 1
الجمعة 13 سبتمبر 2024 - 10:27

انطلاق بطولة إفريقيا لجمباز الأيروبيك في نسختها الثامنة عشرة بالقاهرة غدا الجمعة بمشاركة مغربية